کد مطلب:350961 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:156

لو کان علمهم حاضرا للغی نزول جبرائیل
إن نزول جبرائیل بالوحی والآیات، وإخباره بالحوادث

والكائنات، دلیل قطعی علی عدم فعلیة علم النبی، إذ لو كان فعلیا لما احتاج إلی مجئ جبرائیل، وغشیانه بالوحی، وإعلامه بالحوادث، ویؤیده قوله تعالی (تنزل الملائكة والروح فیها بإذن ربهم من كل أمر) فإن نزول الملائكة والروح علی النبی أو علی الإمام بعده فی لیلة القدر وإتیانهم بكل أمر یحدث فی تلك السنة، شاهد لعدم علمهم بما تأتی به الأیام، لولا تنزل الملائكة والروح.



[ صفحه 94]



وجوابه أولا: بأن لعلمهم الحاضر منابع یستقون من فراتها، وموارد ینتهلون من معینها، ومن تلك المنابع والموارد غشیان الملائكة علیهم بالوحی والإعلام بالحوادث، وهذا لا ینافی أن یكون علمهم حاضرا، ولحضوره أسباب ودواع. وثانیا: بأن إنزال الملائكة وجبرائیل والروح بالآیات والحادثات، إنما هو لإقامة الحجة وتأیید الدعوة، ومن ثم كان تعدد الأنبیاء علی الأمم بل وتعددهم فی الوقت الواحد، كما كان لكل واحد منهم آیات عدیدة ودلائل أكیدة، تقوم علی صدق دعواه ومن تلك الحجج المقامة علی العباد اشهاده تعالی علیهم بجعل الحفظة والكرام الكاتبین وتسجیلهم كل عمل وقول، مع أنه جل شأنه هو الحفیظ الرقیب والشاهد غیر الغائب. ولو أخذنا بما یدعیه الخصم للغی كل هذه البینات، وبطل كل هذه الآیات والحجج والبراهین. وثالثا: بأن مثل هذه الحجج المقامة إنما تكون لطفا منه بعباده، لتقریبهم إلی الطاعة وتبعیدهم عن المعصیة، ولولا ذلك لكان فی العقل وإقامته حجة علی العبد، كفایة عن سواه من الدلائل المنصوبة. ورابعا: بأن هذه الدعوی مصادمة للبراهین العقلیة والشواهد النقلیة، ولا نرفع الید عن صریح تینك الحجتین، بمجرد الاحتمال



[ صفحه 95]



والاستبعاد، ولو جهلنا الحكمة فی إنزال جبرائیل بالوحی لتأولناه بصریح العقل والنقل. وهذه أقوی الشبه التی أوردوها لدفع العلم الحاضر وأقاموها لتأیید زعمهم بأنه موقوف علی الإشاءة، وقد عرفت الجواب عنها والدافع لها.